قراءة في المجموعة الشعرية حلم فتاة للشاعرة إنتظار الوردي

ألقارئ لإنتظار الوردي يقف حائراً بل يجد نفسه متناقضاً ، قصائد تبدو رخوة لا حفر فيها لا إنثيالات ، وأخرى نجد فيها للبوح سحر ، ولتراكم المعنى قداسة سفر “بكسر السين” ..

قراءة أولى لسفرها حلم فتاة ، تبدو القصيدة عندها مثل نيزك .. ضوء خاطف ، يختزل المعنى ، يهرب من دروب التأويل ، لكن هذا النيزك يفتح باباً لتأمل جميل

( كسا الخريف حقل الروح

لا شمس سواك

لا ربيع عداك

ليس هناك

إلا انت)

وفي بعض قصائدها تبتعد عن سحر البوح.. تكون القصيدة هنا زئبقية رجراجة لا تشبه الوردي ..

( سيدي الماضي

هل من عودة لك

بكل ما فيك ولك

….. الخ)

وقصيدة أخرى مثل موجة هاربة إلى اللا معنى ، موجة بلا ذاكرة ، لا ماضي يقيدها ولا آت يؤملها ، لتكون سحر “الأنثى” توأم الآن .. وسر وجودها

( العرفان

سحر وجودها

الذي روى

أزهار صغيرتها

لتصبح صديقة الكلمات

وتغني كشاعرة)

قصائد الوردي تتمايل بين سهل مباح , وسهل ممتنع .. يتماهى الحد الفاصل بين السهلين ، ليقف القاريء الناقد حائراً عند بوحها ..

(صنع لها سبع سماوات

لبد الثلاثة الأولى بالدفء

بينما كانت الثلاثة الأخيرة

ملبدة بالفرح ..

أما الوسطى

فترك لها

خيار تلبدها بما تحب)

فالشاعرة هنا تنسج الكلمات بمغزل فتاة عرفت للتو لغة الشعر ، لتبحث عن معنى جديد للقصيدة. ليس للشعر مقاسات وقيود عندها . لغة الناقد تتعثر حين يكون الشعر بوحاً مترامي الأرجاء.

في قصيدة (دغدغة قلب) تختزل إنتظار المسافة بين الجنسين وفي مختبرها الكيميائي تتقمص دور الرجل العاشق، تدغدغ قلبه فيبوح على لسانها وبقلمها بذلك العشق الخفي ، وهو يردد نشيدها الكوني

( ماتزال أنفاسها

قطرات محبة

تهطل على صحراء القلب

لينبت بعدها

جوري مقتبس من خدها

وياسمين كامن في روحها

يمنح ذلك العاشق

فرصة الذوبان بها

وتكوين مركب كيميائي

يعجز العلماء عن تفكيكه)