ياوارث الصبر:

1٬693

وكالة عشتار ألأخبارية

د. علي الزيدي

يا وارثَ الصبر من طه وفيك هدًىمنهُ ويا وارثَ الأرزاء والنَّصَبِ

شَرُفْتَ بالقرب من طه وما شرُفَتْ

تلك العصابةُ يحدوها أبو لهَبِ

فأقعدوك حبيس البيت عنك غنًى

ليأخذوا الرأيَ من حمّالةِ الحَطَبِ

يسلسلون كما شاؤوا بحيثُ ترى

أنَّ الأحقَّ بها في آخر الرُّتَبِ

كأنّما لم تكن بابًا مفتّحةً

لدوحةِ العلم والإفتاء والأدبِ

وأنزهَ الناس من بعد النبيّ له

ما ليس للناس في الأحساب والنّسَبِ

وأوّلَ القوم اسلامًا بك افتخرت

في كلِّ مفخرةٍ ذي أمّة العربِ

وأخصبَ الناس كفًّا مثلما وهبتأندى الكفوف على الاطلاق لم تَهَبِ

تُثري البطون لذيذ الزاد مبتسمًا

وتحملُ الليل صوّامًا على سَغَبِ

حتى إذا الحربُ قد درّت محالبُها

فأنتَ أسلمهم من رجفة الرُّكَبِ

أو داهمَ المصطفى من كيدهم خطرٌ

كشفتَ عنه سريعًا غمّة الكُرَبِ

كم سجّلت هَرَبًا سوح القتال لهم

ولم تسجّل عليك الأرضُ من هرَبِ

أما دروا أنّك المخصوص بينهمو

في كلِّ مكرمةٍ تحلو لمُنتَجَبِ

الحقُّ أنت وقد آثرتَ وحشتَه

فاخترتَ وحدك زهدًا نومةَ التُّرَبِ

إن يحسدوك فللمحسود منقبةٌ

أو يبغضوك ففيهم عُقدة العَطَبِ

طوبى لك المجد عنوانًا وأنتَ لهُ

مثابة الرأسِ والباقون للذَّنَبِ

طوبى لآلِك ذاكَ اليوم لو حُشِروا

من كلٍّ سبطٍ سليبِ الحقِّ مُغتَصَبِ

يشكونَ لله مَن قد كان يشبِعُهُم

سَبْيًا وقَتْلًا وتشريدًا بلا سببِ

هل يرفعُ الله من زكّى أمانتَهُ

خيرُ الأنام معًا من مرسلٍ ونبي !؟

أو يرفعُ الله من قد آلموهُ أذًى

وألحقوا فيه من سُخطٍ ومن غَضَبِ !؟

قد فُزتَ يا سيّدي والسيف فيك مضى

وروعة الفعل ما يدعو إلى العجبِ !؟

أنت السلامُ بلا شكٍّ أبا حسنٍوما سواكَ فأبواقٌ من الصَّخَبِ .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار