” نحاولُ مُلكاً أو ……”

366

وكالة عشتار الأخبارية

أ: نعيم شريف

ها هما يلتقيان ، رئيسا وزراء سابقين ، لم يُكملُ كُلاً منهما العام في حُلمٍ صبرا عليه أكثر من خمسين عاماً ، وقتها ، وفي ستينيات القرن المنصرم ، إلتقى الطالبان اللذان ينحدران من البرجوازية الشيعية المخملية ، كانا طالبين جامعيين في جامعة بغداد ، و كانا سعيدين بلباسهما الخاكي ، لباس الحرس القومي ،ورشاشتي البور سعيد التي يحملانها ، يتشابه الشابان آنئذٍ في الطموح الذي لا يرحم؛ أن يحكما العراق.
، ذو العقال ،الرجل الضخم القسمات والجسد ، سليل الوجيه الجنوبي ، الوجيه المنتفكي الذي استوزر وزارة المعارف في وزارة جعفر العسكري الثانية في العام 1926، قاده الهوى والجمال فتزوّج من سوريةٍ أنجبت له الفتى عادل الذي ولد في البتاويين في العام 1942 ، بينما كانت أم الشيخ الأصلع الحاسر الرأس لبنانية من بيت عيسران ولدته في الكرادة وقيل في الأعظمية في العام 1944لأب كردي فيلي ، لكن الأجداد من لرستان الإيرانية !
طالبُ الاقتصاد ذو العقال وطالب الطب العاطل عن العقال كلاهما أغرما ب (( مبادئ حزب البعث العربي الإشتراكي )): برجوازيان وشيعيان وبعثيان فبأي ألاء ربكما تُكذِّبان !
عملا ما لا يُعمل ، كان ذو السترة البيجية يسمى ” طبيب قصر النهاية ” وكان المُعَقّل ناشطاً في حرسه القومي .
اختلفت الدنيا ، ودار الزمان دورته ، و قديماً قيل لنا في المأثور : إن الدنيا دول .
انقلب الصحاب ، أما ذو العقال فقد يمَّمَ وجهه شطر باريس ، فمنحته جامعة بواتيه هناك الماجستير في الاقتصاد السياسي ، ولقد ذهب هواه الى الماوية وهي لعمرك طريقة ماوتسي تونغ في فهم شيخه كارل ماركس ، وأما الآخر فقد أوجس منهُ الرفيق صدام حسين مؤسس جهاز “حنين ” خيفةً فأرسله الى لندن ! ، ها نحن أولاء قد شهدنا صروف الزمان بالشابين .
لم يستطع الطبيب الطامح للعلا أن يبلع “مؤامرة ” الرفيق صدام ، وصار يلعبُ بذيلهِ ، قرر صدام أن يُرسل له من يُقّطعه بالفأس في شقته ب كنغستون تايمز ،تلقت زوجته المسيحية المُسماة، عطور دويشه، بعضُ هبات الرئيس فقد أصابتها الفؤوس ، كان السيّد الرئيس صدام حسين متأثراً بما فعلهُ الرفيق جوزيف ستالين حين أرسل جنوداً بفؤوس ” وليس من عسل ” الى رفيق الثورة والحكم ليون تروتسكي ،كان وقتها يقيم في أقصى الدنيا ،في العاصمة المكسيكية ، دخل عليه ” الويلاد ” الروس وقطّعوه بالفؤوس، كان ذلك في العام ١٩٤٩، لكن تروتسكي البعث قد نجا هذه المرة!
ثار الخميني فتحوّلُ ذو العقال الى شيعي أصيل في المجلس الأعلى ، ومن يومها وعينه على الكرسي الأول في البلاد ، ولم يختلف الطبيب العنيف عن صاحبه : هو عاشق للكرسي نفسه .
كلاهما أخذ رئاسة الوزراء ، كلاهما أخلصَ للحلم القديم ، خريجا “كلية بغداد ” التي أهدتها الارسالية المسيحية الامريكية للعراق بعد حصوله على الاستقلال في العام 1932، كأنما هذه ” الكُليّة ” لا تُخرِّج سوى من يمتازون بعشق ” القيادة ” فقد درس فيها ” المهندس عدي صدام حسين ” و المحامي قصي صدام حسين ” !
ها هما قد وصلا الى حافة الحُلم ، حققا شغفاً عمره ستون عاماً ، هاهما قد أثبتا أن العراق هو عوائل تتقاسم النفوذ والثروة والحكم الدنيوي والحكم الديني ، أما نحن فنتابع بكل محبة ما ستسفرُ عنهُ مباراة برشلونة والريال ، ونحن لاهين عمّا فعلهُ ويفعله إبنُ السورية وإبن اللبنانية .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار